الخميس، 31 يناير 2013

إلى الأديبة و الكاتبة العربية


في الجو الحالي في عالم الادب و الافلام و الفكر - على أقل تقدير-  و في وضع الربيع العربي الذي لم يتجاوز مرحلة الحياد ، لماذا يطالب الكاتب الذكر بطرح مظلومية المرأة؟

 لن أطرح مشكلة المرأة و أنا كعربي لست حراً .
 لن أطرح حلولاً و لا حلول أو رؤية واضحة لمفهوم الدولة لدى مجتمعي .
 المرأة في مجتمعنا مطالبة كما الرجل باستنزاف النص حتى القطرات المتبقية من لواعج الفكر. أنا كرجل أريد ذلك و لكنها أي ابنة حواء الاثيرة لا تريد الا الضرب في حوائط العرف و التقاليد، بسيف الرجل لا بعنفوانها ، تبقى تتحدث في الاثير المرادف للحقوق و الواجبات لفلان و علان و هي بعد ما رتبت حقائبها للسفر عبر بحر التغيير . تخاف هي كما هو من الحديث عن التغيير ، تقيد عنق ابنها و ابنتها بسلاسل الغد و البارحة و الامس و تنظر من اسفل إلى الرجل و تقول هات لي حقي منك ؟؟.... 
و متى كانت الدنيا تؤخذ ضعفا؟!!  ليس مكان الدموع هنا ... تعلمت صديقتي فاحملي على عاتقك معولك ... هو ذا أمامك ... فاضربي لست وحدك ...

ربيع عربي .....

... ثورات عربية
من البحر إلى البحر 
لم يتغير شيء
ربي ارحمني ما هذا القهر

*****
شعب يستمريء طعم حذاء الجلاد
و يصيح بأعلى صوته 
(أبطأت علي
ادعس أكثر 
لم يتساو الانف بحد الوجه...بعد
ادعس... 
"ماهذا القهر؟")
                                     د.أسامة قفاف 

عن أحلام مستغانمي ....


لم ألق بالاً للحديث الذي دار عن أحلام مستغانمي ... لم ألق بالاً ليس لأني لا أحترم زملائي ... و لكن لأنها استعملت في معرض الدفاع عن الأنثى و استعملت كتاباتها للهجوم و الأخذ و الرد ... و هذا الباب ليس باب الحديث عن كاتبة و أديبة شاعرة و روائية هي الرقم الأول في الرواية في العالم العربي ... و إنما باب لا يدخل منه أحد و يخرج سليماً .. فآثرت السكوت ... و لكن عندما رأيت أنها تهاجم لا لشيء سوى أن في كتاباتها إيحاءات جنسية ... و بحثت عن الناقد على الشبكة العنكبوتية فكدت لا أرى له ذكراً (كامل الشيرازي) ... دفعني هذا للعودة و التفكير ملياً


فأنا أيضاً لا أحب كتابات أحلام مستغانمي و لن أبالغ و أقول أنني لا أحب الكتابة الشعرية ..و لكن نزار ليس المفضل عندي .... و عليه هل يستحق الأمر الدفع عنها ؟... أظن نعم ... و لم ؟ ... سأوضح

اولاً
"قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك."
فولتير

نعم هنا جوهر الخلاف الأول

و الثاني عدم تصديقنا أن شاعرة و امرأة مثقفة و حاصلة على الدكتوراة من السوربون تستطع كتابة نص أدبي جيد ( ليس من وجهة نظري أن النص جيد فأنا أصاب بالغثيان عند قراءة نص كامل لها ... و أتحمل المقتطفات على مضض.. و ليس بسبب الجنس..فكتب أكثر شهرة و أعمق تاريخاً بها فظائع جنسية لا إيحاءات .... و سأتحدث في هذا الامر لاحقاً)

انظروا كيف ينظر للمرأة

**تمت نسبة روايتها ذاكرة الجسد للشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف
((نفى الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، الذي يقيم حاليا في لندن، أن يكون هو الكاتب الحقيقي لرواية ذاكرة الجسد للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، وقال سعدي يوسف، في تصريح خاص لـصحيفة "الاتحاد" الإماراتية من منزله في غرب لندن " إن ما تردد في الصحف أخيراً عن أنني ادعيت أن أكون الكاتب من خلف الكواليس لرواية ذاكرة الجسد ليس له أي أساس من الصحة، وأن كل ما حدث هو أنني كنت في زيارة الى العاصمة الفرنسية باريس حين التقيت بالكاتبة أحلام وزوجها جورج الرايس بحكم صداقتي القديمة بالأسرة·، وأثناء لقائنا في باريس عرضت عليّ أحلام مخطوطة روايتها الجديدة لكي أطلع عليها وأقدم لها تعليقاتي، وبالفعل، بعد نحو شهر من اطلاعي على المخطوطة أعدت الرواية الى أحلام متضمنة بعض التعليقات والاقتراحات المحدودة، مثل اعادة ترتيب بعض الفصول وإدخال عناصر روائية من أسلوب الرواية الأميركية على النص. غير ان أحلام – والحديث لا يزال لسعدي يوسف – رفضت جملة الاقتراحات التي قدمتها لها – ربما لأن مزاجها وثقافتها فرنسية ولا تنسجم مع المزاج الأميركي الإنجليزي".

وأوضح سعدي أنه بالإضافة الى هذه الاقتراحات، التي أسماها حرفية وفنية ولا تتعلق بمضمون الرواية، فقد اقترح بعض الإصلاحات اللغوية التي لا قيمة لها لأن أي مصحح إملائي ونحوي في الصحف العربية يستطيع القيام بها، وهي في معظمها تقع عادة سهوا .

وأضاف الشاعر العراقي انه لم يقرأ الرواية بعد نشرها لأنه كان قد قرأها مخطوطة، لكنه متأكد من أنها لم تشمل التعديلات التي كان قد اقترحها على الكاتبة أحلام مستغانمي لذا فان الرواية مائة في المائة من صنع أحلام وحدها.

ومن جهة أخرى أوضح سعدي يوسف مدى استيائه من الضجة الإعلامية، والإشاعات غير الصحيحة التي دارت حول هذا الموضوع. مؤكدا أن علاقته بالكاتبة أحلام وزوجها جورج الرايس لم تتأثر بهذه الضجة لأنها علاقة صداقة قديمة ومتينة.))

***و تم اعتبارها من أعمال نزار قباني ... و إن كانت ليست كذلك
(((قال نزار عن "ذاكرة الجسد" :

وعن الكاتبة "أحلام روايتها دوختني. وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة ان النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي. ولو ان أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة ويتابع نزار قباني قائلا: "هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها ( تكتبني ) دون أن تدري لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء بجمالية لا حد لها وشراسة لا حد لها .. وجنون لا حد له .. الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور بحر الحب وبحر الجنس وبحر الايديولوجيا وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها، ومرتزقيها وأبطالها وقاتليها وسارقيها هذه الرواية لا تختصر "ذاكرة الجسد" فحسب ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري والحزن الجزائري والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي..." وعندما قلتُ لصديق العمر سهيل إدريس رأيي في رواية أحلام, قال لي: " لا ترفع صوتك عالياً.. لأن أحلام إذا سمعت كلامك الجميل عنها فسوف تجنّ... أجبته: دعها تُجن .. لأن الأعمال الإبداعية الكبرى لا يكتبها إلا مجانين " )))

و هذا هو الحال لامرأة كاتبة .... أثارت روايتها الأخيرة (الاسود يليق بك) زوبعة في معارض الكتب و خصوصاً معرض الشارقة و هو ما تحدث عنه في مقالة الكاتب الاردني ابراهيم جابر ابراهيم.. و هو يكتب في جريدة الغد

(((( توقيع الكتب بالروج الاحمر!! بقلم إبراهيم جابر إبراهيم
___________________________________________

عموماً لا تثيرني معارض الكُتب؛ ولا أجدها المكان المناسب لشراء الكتب!لكنَّهُ، في معرض الشارقة الأسبوع الماضي، كان ثمة فرصة للقاء أصدقاء جميلين وحميمين، قادمين من عواصم كثيرة، وعلى هامش ذلك لفتت انتباهي ظاهرة تذهب بالقراءة والكتابة الى مساحة أخرى بائسة!وجدت نفسي في قاعة حفل توقيع لروائية عربية ذائعة الصيت، ولا انكر انني دخلتُ ولديّ موقفي المسبق من الكاتبة؛ لكنني قلت لنفسي سأجعل هذا اللقاء حاسماً إما باتجاه تأكيد موقفي منها او التراجع عنه.كانت الكاتبة الشهيرة خلف الطاولة تضع أمامها باقة "تيوليب" فاخرة احضرتها –كما قالت بنفسها- من بيروت لتحملها بيدها كلما تصورت مع معجب او معجبة!ابتلعتُ الامر على مضض وجلست،

بدأت الكاتبة التوقيع والتقاط الصور والقاء النكات على مسمع الجمهور والمزاح مع الجالسين، من قبيل القول مثلا بصوت عال للحضور (مو عارفة وين اروح بمحبة هالناس بفكر ارشح حالي للانتخابات بجد!)، او مناداتها على معجب وهو يغادر (ما تنسى تحط الصورة على صفحتي اللي عليها 850 الف معجب!)، وكل ذلك كان يمكن ابتلاعه ايضاً، لكن الذي لا يمكن تخيل ان تقوم به كاتبة، هو أن تخرج الروائية الشهيرة قلم احمر الشفاه من شنطتها وتصبغ شفتيها ثم تطبع قبلة على الورقة الاولى من الكتاب، لقرائها وقارئاتها!كانت تحمل القلم بيد، واحمر الشفاه بيد، وكلما وقّعت كتابين أو ثلاثة اضطرت لصبغ فمها من جديد!

وقالت في معرض الكلام الكثير الذي كانت تلقيه على الجمهور: إن هذه الظاهرة، تقصد التوقيع بالقبلات، بدأت معها في تونس، واستمرت لاحقاً لأن كل الجمهور صار يطلبها!الكاتبة التي كانت قد وضعت على باب القاعة نوعين من النسخ "فاخرة" و"عادية"، تتعامل مع الكتابة كسلعة، او نوع من الشوكولاتة، وتتعامل مع نفسها كفتاة اعلانات، وتلقي في الناس كلمة قصيرة قبل حفل التوقيع مليئة بالاخطاء النحوية، فتجعل القراء يتهامسون بصوت مسموع كيف لكاتبة هذه الروايات البليغة أن لا تستطيع إلقاء عشرة أسطر دون أخطاء بشعة، رغم انها مكتوبة مسبقاً على ورقة!لم اكن متفاجئاً؛ فقد جئت ولدي موقفي الجاهز الذي عززته لقاءات كثيرة قبل ذلك، اكتشفت خلالها ان هذه "الكاتبة" لا تجيد جملتين مفيدتين، ما يعزز الضجة العارمة التي تداولتها صحف عربية شهيرة قبل سنوات حول اذا ما كان شاعر معروف هو الذي كتب لها تلك الروايات؛

وهو الأمر الذي لم ينفه الشاعر وقتها؛ لكنه قال بعبارة مخففة انه فقط ساعدها في تحرير كتبها!هذا الأمر يمكن لمسه، عند قراءة الروايتين الأخيرتين حيث الفارق كبير جداً، ويشير إلى أن الشاعر المعروف قد ملّ من الأمر ولم يعد يحرر جيداً، أو لم يعد يحرر بالمرّة!كان حفلا فاخراً.فيما كان كاتب كبير مثل "بهاء طاهر" يمشي في أروقة المعرض حزيناً ووحيداً ولا يعرفه !))))

و سأنقل لكم بعض الوصلات عن رأي الأدباء في الادب النسوي لاحقاً
و إن كان ما ذكرت هنا مقتطفات من هنا و هناك عن أهم ما اتهمت به الروائية

إذن

الآن نرجع إلى موضوع الجنس في الأدب

من وجهة نظري ...
الجنس في مجتمعنا العربي الاسلامي كان شيئاً يذكر بتحفظ و لكن ليس بالتحفظ الحالي ... إذ كان الزواج و الجواري في متناول يد الجميع بعد الفتوح ... و كان الزواج من أكثر من امرأة واحدة أمراً غير مستغرب .... لذا كان الرجل و المرأة يعلمان في سن مبكرة ما يحدث وراء الأبواب المغلقة ... و لكن ذلك لم يعن بحال من الاحوال الابتذال ... في المقابل كانت أمهات كتب التراث العربي الاسلامي تتحدث في الموضوع بعادية و بنوع من التندر و الافتنان لا يعيب كاتبها أن يكون شاعراً أو أديباً أو رجل دين ..... و سأسوق بعض الكتب .... مثل:

1. (طبقات الشعراء لابن المعتز )و قد صُنّف ككتاب مرجعي و المُصَنّف ذاته رجل دولة و أدب أي أن الكاتب ليس من العوام و لا هو مُؤَلّف لخواص الناس
يذكر فيه أشعاراً لو قيلت اليوم ... لا بل الأفظع لو صنفت في كتاب أكاديمي كهذا الكتاب الذي لا يزال يطبع و يدرس لرجم صاحبه على المنابر و لكن لا تسمع حسيس أحد

2. ( ألف ليلة و ليلة ) الكتاب التراثي الغني عن التعريف بطبعاته المتعددة و الذي حضرنا أساطيره على شكل كرتون من اليابانية و نحن صغار فعرفنا السندباد و علي بابا و افتح يا سمسم و طائر الرخ .... فيه فظائع ... و هل تعلمون أن الكتاب قد رفع عليه قضية لمنع نشره على نظام الحسبة ؟

3. (قول يا طير) كتاب يجمع فيه قصصاً من التراث الفلسطيني شفاها ً شريف كناعنة وإبراهيم مهوّي و قد حصل له منع و شغب يطول ذكره في قطاع غزة لألفاظ رآها البعض خادشة للحياء..

4.دواوين الشعر العربي التي يحفظها أهل اللغة و كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني و الشعر الجاهلي و كتاب المستطرف في كل فن مستظرف ... و لن أتطرق لآداب آخرين غير آداب أمتنا ... تباع و تشترى و يتم تداولها

بعد عرض وجهات النظر و بعض الجوانب التي أثيرت حول الجنس

إذن ليس الموضوع موضوع جنس فروايات عربية مثل موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح و روايات أجنبية مثل رواية باولو كويلو ( 11 دقيقة) فيها الحديث عن الجنس أوضح و أكثر صراحة و ترميزاً .

الموضوع هو المرأة ... و المرأة المبدعة ... الموضوع مرة أخرى الأدب النسوي ...

و إذا جاد أحد بالحديث عن الجنس فسأقول له احرق تراثك أولاً ... لم يفعله لا الصحابة قبلك و لا الرسول صلى الله عليه و سلم ... فقصيدة بانت سعاد بدأت بالتشبيب ... هذا ديدن الحياة ... خلق الله الرجل و المرأة مكملين لبعضهما ... إن ساء أحدهم تصرفات أحلام ... هذا رأيه ... و لكننا نتحدث عن الأدب و اللغة و الشعر ... كل في بيته يستطيع أن يضع الكتاب و جهاز التحكم بالتلفاز و الشبكة العنكبوتية حيث يشاء ... و لكن لا تصادروا عقولنا

ملاحظة : نعم أكره أحلام و باولو كويلو ولست من كبار المعجبين بنزار .. رأيي ... و لكني لن أطالب بمحاكم التفتيش ... لأن الشخصيات المختلقة في الادب مطيّة الأديب و ليست شخصه الكريم ...

http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=521&start=0

http://www.ahlammosteghanemi.com/

https://www.facebook.com/Ahlam.Mostghanemi/info

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%85_%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%85%D9%8A

http://www.raya.com/news/pages/4041a843-8587-4e12-827b-c068b2753100

http://sennar-net.com/vb//showthread.php?t=820

http://www.alriyadh.com/2008/11/17/article388528.html

http://www.xx5xx.net/news/article.php?action=news&id=1691

الاثنين، 28 يناير 2013

مبكاة التهجير



عندما نسمع هذه المبكاة
فلتتوقف جميع الأحاديث
و لنصغ جميعاً إلى مبكاة تشردنا
و لنحفظ معانيها العميقة في قلوبنا
مع أننا خسرنا المعركة
فنحن لم نحاول أبداً أن نخسر إنسانيتنا
و إن من ساعدوا الأعداء على الإنتصار علينا
هم منا ، ممن يعيشون بين ظهرانينا
فمن أمثالنا :
( جذع الشجرة القوية ، لا يفلقه إلا جذع مثله )
فالذين ضيعونا ، هم إخوتنا ، منا
لو هجرنا وطننا فلن نستطيع نسيانه أبداً
و لو بقينا فيه
فلن نستطيع تحمل ما يفعله جيش الأعداء بنا أمام أعيننا
نحن الآن نهجر الوطن دون أن تفارقنا أحلامنا بالعودة إليه
نهجر الوطن مرغمين ، متلفتين إليه
عسانا يوماً نعود إليه

***
هذه المرثية الجميلة ليست من فلسطين و لا سوريا و نعم ليس العراق ... إنها من تأليف حاج برزج جراندوقه و نقلها حتقوه قوال إلى المؤرخ كوبا شعبان الذي دونها، و صَدَّر بها زياد قاسم روايته ( أبناء القلعة ) عن عمّان ، و لن أتحدث عن روايته هنا بل سأتحدث عن كتاب ( السنة الأخيرة لحروب الشركس من أجل الإستقلال ) من تأليف فون فيل و ترجمة فاخر دبجن .
(((هذه نبذه عن الحاج برزج جراندوقه وبيخ من كتاب فيصل حبطوش خوت أبزاخ: أعلام الشراكسة، مؤسسة خوست للإعلان، عمان، الأردن (2007) . و هو صاحب القصيدة المذكورة و هو نفسه المذكور في المقدمة ، الذي رأس وفد الشراكسة إلى القيصر الروسي الكساندر الثاني في 1861م . على الهامش في نفس العام أصدر القيصر نفسه مرسوم تحرير العبيد و هذا القيصر الذي تم اغتياله عام 1881
****
هذا الكتاب في طبعته الاولى باللغة العربية صدر في عمان عام 1927 و يُعَدُّ و حسب تصنيف دائرة المكتبة الوطنية أول كتابٍ يطبع في الأردن ( نقلاً عن مجلة السجل الصادرة في عمان - العدد الخامس -2009) و الطبعة فيها مقدمة مذيلة باسم جمعية الدراسات في مقاطعة الأديغة و متحف الأديغي التاريخي الإثنوغرافي 1927.

و الكتاب بحد ذاته كتاب من القطع الصغير يقع في ثمانين صفحة مطبوع باللون الاسود و فيه بالضبط خمسة رسوم أحدها خريطة كلها غير ملونة ، و هو من إصدارات وزارة الثقافة في المملكة الاردنية الهاشمية - مكتبة الاسرة - القراءة للجميع - 2012، و حسبما يذكر المترجم أن الكتاب طبع في الملحق الاسبوعي بجريدة المعاق الروسي لعام 1865، لأول مرة ، أي بعد انتهاء الحرب الروسية الشركسية بسنة واحدة.

الكتاب هو مذكرات مكتوبة و مترجمة بحذق عن آخر سنة من الحرب التي خسر فيها الشركس و أهل شمال القفقاس الشيشان و الداغستانيون استقلالهم و هاجروا فيها من بلادهم مرغمين باتفاق روسيا و تركيا و تخاذل الغربيين و بالذات الانجليز و الفرنسيين عن نصرتهم .

الكتاب من الكتب النادرة الحصول ... قلبت الانترنت طولاً و عرضاً و كان ما وجدت صورة للغلاف لدى الوقف الشركسي و أخرى تفيد بأن هناك نسخة في مكتبة تونسية عامة طبعتها جمعية المقاصد الخيرية الشركسية و لربما تكون نفس النسخة الاصلية،و لم أجد نسخة بالانجليزية ، و لم أجده كمرجع ، و حاولت البحث في سجلات المجلات و الجرائد الروسية بالانجليزية ايضاً لم أجده و لا وجدت ذكراً للمؤلف .

أما النص و الكتاب فأنا لن أتكلم كمؤرخ ، فأنا لست مؤرخاً ، و لكن كقاريء أحب أن يستمتع بالقراءة عن مبحث تاريخي يهمه و لا أحسن من شاهد عيان.

الكتاب من صنف المذكرات الشخصية ، و إن جاء شديد الاختصار و الاختزال . يتحدث في ثمانين صفحة عن أحداث سنة رافق فيها بعثة تتضمن -فرنسيين و بولنديين و إنجليز و طبعاً شركس -في رحلة تمتد زمنياً لمدة سنة و خلال قرى و جبال و سواحل بلاد الشركس على البحر الاسود، حاملين معهم خمسة مدافع ....تبدأ و تنتهي المذكرات و لا تكاد تفقه مابال هذه المدافع ؟! أعاقت حركتهم و لم تفدهم و لم تستعمل. أما حال السكان الشركس فمؤلم و هذا أقل ما يوصف به ، القتل و الحرق و التشريد و التهجير و في نهاية المطاف الخيار الوحيد هو الخروج من رمضاء الروس إلى نار الأتراك ... ليموتوا جوعى على أرض المهجر ،و سبايا تباع في الاسواق . أما كاتب المأساة هذه فقد نجا بجلده قافلاً إلى بلده تاركاً وراءه ما يزيد على المائة عام من الصراع و الهجرات إلى مجهول التاريخ . أمة قتلتها كرامتها و باعها الصديق قبل العدو .

سيئة الكتاب أنه لم يكن دقيقاً من حيث فهم العادات و التقاليد و لا الدين الإسلامي و هنا كان دور المترجم ضعيفاً، و السيئة الأخرى أنه لام الأتراك بقدر الروس ، و هذا ليس بعدل .تستطيع أن تلوم الأتراك و لكن الأمور ليست بهذه البساطة و لذا أنا مضطر للتوضيح لأن الكتاب أشبه بالعمل الصحفي ، تحدث عن اللحظة و لم يشرح للقاريء ماذا يقرأ بالضبط و عم يتحدث . هناك شعوب و هناك حقائق لابد أن تذكر.

من هم شعوب القفقاس الشمالية و من هم الشركس تحديداً ؟
--------------------------------------------------------------------

سأختصر الأمور ببساطة و أؤكد لست مؤرخاً

*الشركس.. هي التسمية التي أطلقها اليونانيون على سكان الساحل الشرقي و الشمالي للبحر الاسود و في المظنون تشمل الشعوب التي تعيش في شمال القفقاس ... و إن استعمل العرب هذه التسمية لاحقاً بصيغة شركس و جركس ... إلا أنه حالياً تقتصر هذه التسمية على ما يعرفه أصحابه بالأديغة ... و هم مجموعة من عدة مجموعات تتحدث لغة متشابهة 
الاصل متعددة اللهجات و أشهر قبائلهم (الشابسوغ ،الويبخ ،القبرداي ،الأباظة -الأبخاز )

*الشيشان و الأنغوش .. يتحدثان لغة من أصل واحد إلا أنهم يختلفون مع بعضهم في أن كلا منهم يعيش منطقة جغرافية مختلفة

*الداغستانيون ...آفار .. دارغين .. قموق .. إلخ... بلغات و لهجات مختلفة في أقصى شرق شمال القفقاس

*البلقار و القرشاي و الاوسيتيون و غيرهم

ما يهمني هنا المجموعة التي تعارفت ضمناً تحت مسمى شركس أو أديغة

و قبل أن أنسى ... القفقاس الجنوبي يضم شمال تركيا و أرمينيا و أذربيجان و جورجيا ،و هناك جزءٌ من السكان أيضاً من القوميات السالفة الذكر.

الآن طبعاً تفهم تعقيد المسألة إذا اضفنا الأتراك و الروس و الاوكرانيين و التتر و الفرس إلى المعادلة . و كل له مطمعه . عدا أن المنطقة فيها الأديان الثلاثة الابراهيمية و بتشكيلات المذاهب المختلفة .. و شمالها توجد في جهات المستنقعات قومية مختلطة من القوزاق و كل من جلبه الحظ العاثر إلى هناك خلال عمليات النفي أو الكر و الفر بين الجيوش المختلفة .

* و الشركس قومية قديمة سكنت هذه المنطقة و لها أساطيرها و عاداتها ( الخابزة) و رقصها و ملابسها و الأهم لغتها ( تكتب حالياً بالحرف السلافي و إن كان هناك حرف أصلي يعود حسب الاعتقاد للحيثييين ) ...
علاقتنا كعرب بالشركس قديمة ... تبدأ مع استقدامهم كمماليك غلى العراق و مصر للحرب و تمتد بعد ذلك عبر دولة المماليك و خصوصاً المماليك الشركس منهم و تستمر إلى الهجرات الحديثة ... و هم موجودون في تركيا و الاردن و سوريا و لبنان و فلسطين و العراق و مصر و السودان و ليبيا و تونس .


الحرب المذكورة اعلاه جاءت عقب بدايات التوسع الروسي في سبيل الوصول إلى الحلم الروسي الاثير بالوصول للمياه الدافئة و عقب انتهاء حربها مع السويد و بدء الحرب مع بلاد فارس 1763 و قد يرجعها البعض إلى عشرينيات القرن الثامن عشر مع أول حرب و تعديها مناطق الداغستانيين أو الشيشان في كل الأحوال لم تكن الحرب بالضراوة اللاحقة .


الحرب الروسية الشركسية أو حروب القفقاس اعتماداً على ما ذكرنا سابقاً من أن الشركسي قد يشمل كل شمال القفقاس

يوم 21 مايو هو اليوم المأساوي في حياة هذه الأمة و لا تكاد المصادر تجمع على رقم و لكن يعتقد أن الحرب أفنت أكثر من نصف الشركس و هجرت قرابة النصف مليون و أن الروس خسروا فيها قرابو المليون و نصف المليون .. و لسوء الحظ فإن حرب القرم التي حدثت بعدها و بالتوازي خسر فيها الروس و لحقهم في هذه الخسارة القفقاسيون المسلمون كونهم ساعدوا الاتراك .

المهم أن الانجليز و الفرنسيين المصممين على كبح جماح الالمان و الروس رأوا في الرجل المريض التركي عقبة و لم يمدوا الشركس و لا الاتراك بما يلزم .. اكتفوا بحرب القرم و أدرك الأتراك ذلك لاحقاً و تحالفوا مع الالمان و قد حارب الشركس مرة اخرى في فيلق شركسي إلى جانب الأتراك و أحد معاركهم كانت في عمان قبل استسلامهم .

و هنا مجموعة من أعلام الجهاد في القفقاس

و هذا موقع الاستاذ فيصل حبطوش ... و هو زاخر بالمعلومات الفريدة

هذي عن مقدمات الحرب الروسية الشركسية.. كيف و لماذا؟

عن دور البولنديين في هذه الحرب ... كونهم ذكروا في الكتاب كثيراً

من أفضل المقالات عن الشركس ما كتبه الاستاذ زياد أبو غنيمة عن هجرة الشركس إلى الاردن

عن اللغة الشركسية.. الاديغة

عن الشيشان و هجرتهم للأردن و الموقع بحد ذاته تحفة

و هذا من أجمل المقالات في الموضوع القفقاسي في العصر الحديث

الأديغة خابزة أو أديغة نيميس أو العادات الشركسية و التقاليد

الأساطير الشركسية 
http://sanh75.arabblogs.com/categories/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%A9/
http://www.goodreads.com/book/show/12809902

الزي الشركسي

الرقص الشركسي بعادات الجوغ كاملة

دخول الإسلام لبلاد القوقاز (القوقازيون أو العرق الأبيض ليسوا القوزاق سكان المنظقة شمال إقليم القفقاس و هم  من المسيحيين الأرثودكس و خليط ممن تم نفيه أو سكن بسبب الحروب تلك المنطقة).
http://www.sukhneh.com/main/index.php?option=com_content&view=article&id=128%3A2009-06-10-21-18-26&catid=33%3A2009-06-10-13-02-47

فيديو لمن يكرهون القراءة للمؤرخ محي الدين قندور و بالمناسبة له عمل رائع سداسية عن تاريخ القفقاس على شكل رواية ممتعة جداً

و طبعاً لمحبي الاستزادة هناك محمد خير مامسر و موسوعة في خمسة آلاف صفحة (الموسوعة التاريخية للأمة الشركسية - الاديغة)


الإخوة الاعزاء أرجو أن أكون وضعتكم على بداية الطريق نحو فهمٍ أفضل للقفقاس و من كان لديه تعليق فأهل مكة أدرى بشعابها (فأنا عربي و لست قفقاسياً).