الثلاثاء، 20 يناير 2015

امتهان الجسد و امتهانه

                                                   امتهان الجسد و امتهانه
                                                عباد يحيى في خطوته الثانية
                                                          رواية القسم ١٤

       في عنوان مقالة في مجلة السياسة الخارجية ( Foreign Policy) الأمريكية بتاريخ التاسع عشر من يناير ٢٠١٤ لعزيزة أحمد تصف الدعارة ب " أقدم مهنة في العالم " . أتذكر بوضوح ما قاله أحد المراسلين عن بغداد بعد الإحتلال الأمريكي ( لقد عادت أقدم مهنةٍ في العالم إلى شوارع بغداد ) .

     بعد أن أثار الروائي الفلسطيني ، و الصحفي و الباحث الإجتماعي (عباد يحيى ) شهية كادت تخبو لنصٍ فلسطيني روائي أوشك أن يندثر بين النصوص الإبداعية الشعرية و الذاتية الباحثة عن هوية بعثر المنفى أصحابها، يتقدم اليوم بجرأة نحو نصّ جديد يعنونه تحت مسمى ( القسم ١٤) ، يلج من خلاله عالم الرواية مرة أخرى .

      العمل الصادر عن المركز الثقافي العربي عام ٢٠١٤ يخوض بين دفتي ١٦٠ صفحة من القطع الصغير في علاقة  الجيوش بالجنس ؛ كما يشي بذلك غلاف الكتاب ، الذي يصوّر بسطاراً عسكرياً و حذاءً نسائياً ذا كعبٍ عالٍ فاقع الحمرة على مدخل ما يبدو أنه غرفة يغمر ضوؤها زوجي النعال المنزوعة خارج الغرفة بعناية ، و إن كان البسطار يعلوه شيءٌ أقرب للدم أو الطين  ، لكن الغلاف الكرتوني لا يشي بالمعنى وراء الصورة ، و إن كان يمهد لها بصراحة يلفها الضباب .

      يصدّر الكاتب لعمله بعبارة مأخوذة من عملٍ روائي للأديب الكبير ماريو بارخاس يوسا ( إنني بحاجة إلى من يوجهون لي الأوامر ، فمن دونهم لا أدري ماذا علي أن أفعل ، و ينهار العالم من حولي . ) لبانتاليون بانتوخا بطل رواية (بانتاليون و الزائرات ) بحسب ترجمة القدير صالح علماني و الصادرة عام ١٩٧٣(الترجمة صدرت عن دار المدى في العام ٢٠٠٩) . في إشارة و إحالة واضحة إلى الرواية التي تخوض في ذات الأمر و لكن مع جنود الجيش البيروفي او البيروي و حملة الترفيه الجنسي المنظم  . و لا بد أن هذه الإشارة كافية لمن قرأ الرواية الأخرى لتتضح له خطة الرواية التي سيقدم على قراءتها و ليعلم أن عباد لم يأت بدعاً في الحديث عن المؤسسة العسكرية ، و إن كان الإنتقاء للعبارة يجمل في جواب المتسائل عن طبيعة العلاقة العسكرية بالاختيار ، فلا بد أن تصفق لعباد بقوة فقد أحسن التمهيد .

      في الرواية تقديم من سطر أو إهداء غريب ، يتضح لاحقاً في آخر الرواية ما هيته ( إلى أسباب أربع ساعات في المطار إياه )، و هو أن الرواية في الأصل حديث أدلى به العقيد ( بطل الرواية ) ، إلى الراوي الذي  فيما يبدو أنه صحفي أو باحث اجتماعي - من الأسلوب التقريري الذي تتبعه الرواية - و الهوامش  التي  و كما سنعرف لاحقاً، هي ملاحظات العقيد التي كتبها بلهجةٍ عامية قام الراوي بتفصيحها كما ينبغي لكاتب محترف ، بحيث اختفت أي لكنة من النص ، كما اختفت الشخوص و الأمكنة ، فعدا خط الزمان متسلسلاً تقطعه الهوامش ، و باستثناء أرقام الفصول الخمسة عشر ،فهناك فصل أخير هو ( أوّل الأمر) ، فإنها كلها تتبع خطاً زمنياً متسقاً حتى النهاية .

     كل فصل من الرواية فيه نص هو ما ينقله الراوي على لسانه عن العقيد ، و فيه هامش يتلوه العقيد  ذاته ، وهو ما قام بتنقيحه  راوينا من الأوراق التي سلمها له العقيد ، و فيها ملاحظاته على سير العمل في القسم ١٤ و آراؤه فيما يحصل داخل المعسكر ، و اقتراحاته ، و بحثه الذي أجراه على الإنترنت .

     من الملاحظ في النص التزامه بحياديه المكان و الشخوص و اللغة ، فباستثناء أثينا و المعسكر و منزل العقيد و منزل الضابط الأمريكي و المطار، لا توجد علامات تعرف من خلالها المكان الذي تقع فيه أحداث الرواية . و أيضاً الشخوص بلا أسماء ، كلها بلا استثناء ، حفاظاً على حياد العمل . و أكثر ما في النص حياداً لغة عباد المتينة التي اعتدناها ، و لكن هنا بلا كلمات عامية بتاتاً بعكس النفس الفلسطيني في كل ما يكتب ، ليس في الرواية كلمات دالة أو إزاحات إلى أي طرفٍ عربي سوى أن هذا الطرف صديقٌ للأمريكيين ، و إنشاء المعسكراعتراف باليد الأمريكية السابقة و رد للمعروف .

    العمل هنا عمل أشبه بالبحث الإجتماعي ، و هو يفتقد للنفس الروائي ، فلا لغة وصفية أو شعرية هنا و لا تشويق ، و لا ارتقاء في الإثارة و لا نهاية غير مرتقبة ، هناك جفاف يشبه التقارير الصحافية و أعمال الدراسات الإجتماعية المنشورة . ربما في اللاوعي ، عملت خلفية عباد في علم الإجتماع و الصحافة ، أو محاولته و بقوة أن يترك الرواية بلا ملامح واضحة .

    و سوى الإحالة على قضية الجنس و تدريب قواتٍ خاصة خالية من الملامح الشخصية و الفردية  ، تتدرب يومياً لفض الإشتباكات بشكل آلي ، تلميحٌ إلى المستقبل الذي ترسمه القوة العظمى العالمية و قطبها الأوحد العالمي الأمريكي ، لقواتٍ ليست سوى قوى أمن تم سلبها من كلِّ مقومات الجيش و العسكرية المشرفة ، و إضاءة على جانب يحتل مقعد الصدارة في قوات العالم العربي التي تخلو كلياً من العنصر النسوي الذي يتعرض للكثير من الضغوط الجنسية في جيوش تلك الدول و انتهاك العرض و التحرش الجنسي ، فيعوض عن ذلك بوسائل ترفيه متعددة قد تصل إلى خدماتٍ جنسية ممنهجة لتقليل التوتر . سوى ذلك كله فالبحث يتركك بلا ملامح محددة ، هناك طرح فضفاض يوازي أعمال الواقعيين .

    و بعكس يوسا الذي يضيف لمحة ساخرة إلى روايته ، يضع عباد في نهاية الرواية حالة توثق لشعور الشرقي العسكري ، الذي يحس أنه خان قسمه العسكري بامتهانه الترفيه الجنسي عن الجنود ، حتى تحول جيشه إلى آلة تمارس القتل و الجنس ، و تمتثل للسيد الأمريكي في القيادة المشتركة إلى الحد الذي تبدو فيه هذه المعسكرات تجربة يقوم بها الأمريكيون على أرض في هذا الشرق ، فالعقيد و صنوه المقدم المسؤولان في المعسكر يحاولان الخروج بسجلٍ نظيف من تسهيل ممارسة الرذيلة الممنهجة  ، و بكل الوسائل الممكنة خوفاً من الفضيحة . الشرقي هنا يبرز في تناقضه العميق كما العسكري ، تناقض المتلقي السلبي الرافض ، فبينما يسهل عمل "الخدمة" و إنجازها بشكل واجب إلزامي ، يرفض الإنغماس في هذا الأمر ، مستنفذاً كل وسائل الضغط للخروج من القسم ١٤ سليم الشرف و السجل .

    اللافت هنا أمر يكرره عباد و يوسا في النصين ؛  الضابط يتفوق في إنجاز عمله و يبرع فيه ، و لديه سجل نظيف حافل بالنجاح يحاول الحفاظ عليه كما ينبغي ، برغم كل الصراع الداخلي .

    إن العقيد يعيش كما هو العسكري، و كما ينبغي للنص  ( التقرير الذي بين يدينا ). النظام و الانتظام يتخلل ثنايا السياق و يتغلب على السرد ، حتى يخال لك بعد الانتهاء من القراءة أنك تسمع كلمة "نعم سيدي " في كل زوايا رأسك كرجيع الصدى . فإن كان هناك من شيءٍ نجح في نقله فهو رتابة الأمر العسكري و تسلسله بحيث أصبح النص امتثالاً لدواخل العقيد التي اعتادت كتابة التقارير الشهرية إلى القيادة المشتركة .

الاثنين، 19 يناير 2015

عام جديد..عام قديم

كل عام و له نكهة ... نصنعها أو نستصنعها ... الفارق في التوقيت يجعله عاما جديدا عام خير أو عام سوء ... لكن الأيام و الساعات والدقائق و الثواني لا تعترف بالفارق بين السنوات ... رحلة عبر الزمن يحملها هذا الجسد الأرضي الضئيل الفاني ... رحلة لا تحدها أرقام وضعناها ... و لا أيام ... و لا هي سعيدة أو حزينة ... إنها الرحلة التي نستعين بها بالاحتفالات و الاعياد لا لنتذكرها بل لنعبر اليوم إلى غد قد يكون أكثر أمانا ... ربما أكثر لوعة ... أكثر ولها أو عشقا أو مالا ... و فيما يلوح أكثر شبقا و رغبة في حياة قد تتوقف كيفما كان ... إنه الوقت صديقي الفاضل ... نريد أن يكون لنا شيء هنا على هذه الأرض ... إنجاز عظيم ما ... أثر في حياة من نحب ... طفل لا يزال ينظر بابتسامة تغرق في البراءة حتى يذوب الباقي من هذا القلب المتعب ... شيء لنا ... أنانية أخرى تكتنف اللوحة التي يعلقها أحدهم في إطار و صورتنا في الداخل تلمع بين الظلال ...

سعادة

- هل تكرهني
- لا
- هل تحبني
- لا
- ماذا تريد مني؟
- أُريد أن أحبك
- أًًسعدني بحبك إذن
- لا أستطيع

رمل

إنها الأساطير
حبات الرمل تتدفأ على شاطيء مشمس
و يتمدد الجد هناك
ينساب بعفوية عن حب الشمس للقمر
لكن القدر
أن يركضا على شاطيء 
فيرتفع الموج

مؤامرة و أفكار

البوست هو لوضع النقاط على الحروف ... ببساطة ... العمل شرعيا ليس بحرام ... الذين قاموا به عرب و مسلمون ... الدرس هنا :
اولا ... هناك مشكلة في المنظومة الفقهية و قراءة النص و فهمه .. ما تقوم به القاعدة و غيرها لا بل خلافات الاسلاميين قبل ذلك مثل انشقاقات الاخوان و القاعدة و اخيرا في مصر الشوقيون و في سوريا النصرة و داعش و الجبهة الاسلامية ... و كلها منظومات اسلامية قائمة على فكر اسلامي انشقاقات بين الاخ و اخيه دموية اكثر من كل الغرب ... اذن فالاصلاح اولا بالبيت الداخلي ... اما الانكار الاجوف و هذا ليس اسلاما و هذه مؤامرة ...فهذا انكار جهل و تضليل لا انكار علم .
ثانيا ... أن الدول الغربية و ان كانت تريد هي و اي صهيوني القضاء علينا فلغبائنا و لانتشار الفتاوى و الفضائيات التي تنشر ما تشاء بيننا ونردد وراء الملتحي ببلاهة كأن لا عقول لأمة انارت العالم ... اخي ... هناك ثغرات يتسرب منها رجال المخابرات الغربيون ... لا بل يستفيد منها الحكام العرب و المسلمون المتسلطون بسيوف الفقهاء على رقاب العباد ... هناك نتوقف و نتحدث ... نصلح انفسنا و لا ننكر جهل ابنائنا و لا خطرهم على العالم و علينا ...
ثالثا ... شماعة الغرب كانت معلقة على الاجناس الاخرى السود و الصفر و الحمر و بعدها نشأ وهم عبء الرجل الابيض لاصلاح العالم ... فاستعمروه و نهبوه ... و بعدها علقوا مشانق اليهود ... و اليوم دور المسلمين ... هناك مصالح لا تغفل عنها العين و لكن يغفل عنها القلب ...
رابعا ... اعمل عينك و عقلك و اترك قلبك لترى .. و انس نظرية المؤامرة

بعيد

بعيد
على مرمى رصاصة
أنت
بعيد
على جناح كلمة
أنت
بعيد
على صدى نبضة
أنت
بعيد
كخفقة جفن متعب
أنت
بعيد
في ليلة لم تقو على الرحيل
أنت
بعيد

أشعة الشمس

تتراكم أشعة الشمس على جدران عقلي
أريد أن أغلق كوة العينين
لا بأس بنظارة شمسية
تعطي ظلا أزرق يناسب الأفكار الجديدة
أريد أن أقابلك في الحلم

الأحد، 18 يناير 2015

من عمر زهرة برية ... مر عام ...

قضية الشرف

في قصة منقولة عن د. علي الوردي يتحدث فيها عن جرائم الشرف بالعراق، يسرد فيها قصة رجل من الريف العراقي يجلس على قهوة من مقاهي بغداد .
أحد الجالسين قال له : يا شيخ أكو قشة على عقالك (يعني عند الريفي أن شرفه مثلوم) . فذهب إلى منزله و قتل إحدى بناته و رجع إلى المقهى فخوراً ، و تكرر الأمر مرتين بعدها و على نفس المنوال .
 في المرة الرابعة قال للجالس أمامه أنه لم يعد عنده بنات ، فقام الجالس و أزاح قشة عن عقال الرجل (قشة حقيقية) ...
مهما كانت القصة سواء حقيقية أم خيالية أم أنها نكتة يتندر بها أهل المدن على أهل الريف ،فالمقصود هنا قيمة المرأة .
و قد تسمع نفس الرواية و لكن بصيغة قشة على شاربك، ما يعنيني هنا في كل الأحوال أن المرأة كانت و لا تزال في جرائم الشرف بالعراق تقتل و يعلق ذووها يدها إما في الرقبة أو على باب المنزل كناية عن نقاء شرفهم و خلوه من الخدوش و الرتوش.
 المرأة العربية في المجمل خجولة و أكثر براءة من غيرها و هي الأم و الأخت و الزوجة و الحضن الدافيء الذي نلجأ إليه ،و مبدأ التعميم و التغاضي عن أخطاء الرجل كذب و نفاقز؛ فالزنا جريمة من شخصين على الأقل ، و كلاهما مذنب بنفس القدر .

حاجات و كاميرات

تذهب إلى المرافق العامة لتقضي حاجتك
تطور جديد
مرآة في الحمام
تلم نفسك و حاجتك
و تهرول خارج
الكاميرات وصلت إلى هنا !
After seeing your picture I will develop the habit of searching the audience faces for you !
يمر بعضهم بك كما يمر طيف ملاك
لا تراه ولكن تشعر بيده الحانية على كتفك
 .. و تبتسم

عن مصر و الثورة 2011

لليوم الأول من تاريخ الذات المدعوة ظلماً روحاً
هل ماتت روح الثورة في مصر ؟
هل سيعيد التاريخ ذاته و نبقى حيث كنا
مكتوب علينا جهل القهر المسموم
...و حكم العسكر

شمس و صيف

تحرق دموع الشمس الذهبية ما تبقى من لزوجة الشتاء و رطوبته
تخرج الأيام الباقية من ربيع العمر
تنشر ما تبقى
ليس بعد الصيف إلا عتمة الخريف
القادم